الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية رسالة مفتوحة الى بلحسن الطرابلسي: سرقاتكم تحتاج الى كتب بمئات الصفحات!

نشر في  24 جوان 2015  (10:26)

بقلم: محمد المنصف بن مراد

 

بعد الغاء مرسوم المصادرة شكليا من قبل المحكمة الإدارية، نشرت أنت بعض الإعلانات تحذر فيها الراغبين في شراء «أملاككم» المصادرة من عدم شرعيّة هذ الشراءات..
وبالمناسبة أذكّر ببعض الحقائق التي سمحت لعائلات الماطري وبن علي والطرابلسية بأن تصبح امبراطورية مالية، فقد كانت تعتمد الضغوطات والتهديد والترهيب وتسخير البوليس وتغيير القوانين وافلاس العباد والشراكة المفروضة والعمولات الاجبارية على الشركات الأجنبيّة كما كنت وعائلتك تفتحون ثغرات في الديوانة لادخال الحاويات المملوءة بضائع مهرّبة وتحصل على قروض دون ضمانات وتتدخّل لتسهيل الحصول على قروض للأصدقاء ولبعض رجال الأعمال مقابل عمولة.. وممّا يعرف عن العائلات «المالكة» استيلاؤها على أحسن الأراضي وذلك بفضل تعليمات زوجة الرئيس، وفضلا عن ذلك فقد كان بعض رجال الأعمال يجبرون على إشراككم في رأس مال الشركات دون اقتناء أسهم، وفي المقابل تمنحونهم الحماية! ان الشعب التونسي المغلوب على أمره ـ آنذاك ـ  كان يعلم انّ الدولة بجهازيها القضائي والأمني باتت في خدمتكم وقد تمكّنتم من فرض أهمّ الوزراء شريطة ان يخدموا مصالح عائلات الطرابلسي وبن علي والماطري العائلات المصاهرة!

كنتم لا تخضعون لأيّ قانون الاّ قانون الغاب واللهف والسرقة وحتى عدم احترام أعراض العباد، فقد كان «أفسدكم» يدعو نساء متزوجات وفتيات ويمارس معهنّ الرذيلة ويتعاطى المخدّرات، وإذا حدث ان اغتصب البعض منكم فتيات قاصرات فهناك بوليس وقضاء يحميانكم.. كنتم تعتبرون أنفسكم فوق قوانين الدولة وحتى فوق التعاليم الإلهية إلى أن فاضت الكأس وكان لابد من تغيير النظام لأنّكم كنتم «قد ما تاكلو تجوعو!»..
لولا جرائمكم الاقتصاديّة لبلغت تونس نسبة نمو تفوق 10 ٪ لأنّ رجال الأعمال كانوا يخشون بطشكم.. انّي أؤكّد لك ان الشعب التونسي يرفض رفضا قاطعا  أن تستعيدوا ما تعتبره أنت ممتلكاتكم، فهذه ممتلكات الشعب التي استحوذتم عليها بطرق غير شرعيّة وغير أخلاقية، وكن واثقا بأنّ الشعب وخاصة شبابه سيؤدبكم شرّ تأديب  إذا تجرأتم يوما وعدتم الى تونس العزيزة لتحاولوا استرجاع ما نهبتموه..

وأمّا العودة فهي رهينة شرط واحد وهو  إعادة  ما اغتصبتم من ممتلكات وأموال بما في ذلك الأموال المودعة بالخارج والممتلكات الموجودة خارج بلادنا!
لقد أدّى سطوكم على المال وظلمكم للعباد الى ثورة شعبيّة أفضت الى تغيير النّظام.. أما في ما يخصّ جريدتي «أخبار الجمهورية»،  فأذكّر بأنّي لم أنشر  طيلة عشرين سنة ولو خبرا واحدا عنك أنت أو عن صخر الماطري أو عماد أو مراد أو أيّ عضو من عائلة بن علي أو العائلات المالكة،  في حين كانت أغلب الصحف والإعلاميين يهرولون وراءكم لجني بعض الامتيازات أو الأموال! بل إنّ ما يشرّفنا أكثر هو أنه ورغم عدم توازن القوى لقد نشرت «أخبار الجمهورية» في زمن ما مقالا دافعنا فيه عن السيد الطاهر العتروس ومؤسّسة «ايسيزو» وذلك عندما حاولت أنت افتكاكها، وبما أنكم كنتم تحكمون بـ«الشقال والعقال» فقد تمّ حجز العدد في كل أكشاك الجمهورية..
كنّا الوحيدين في الإعلام الذين تجرّؤوا ودافعوا عن الحق ممّا أزعج بعض الأصدقاء خوفا علينا من بطش الحاكم المستبد. كما دافعنا عن محمد البوصيري بوعبدلي عندما حاولت ليلى بن علي افتكاك مؤسسته وذلك بفرض اجراءات تعجيزيّة.. كنا الوحيدين من بين كل المؤسّسات الإعلاميّة الذين ناصروا الحق وتصدّوا للظالم، وعندما نشر المقال زارني السيد بوعبدلي واقترح عليّ بعض الأموال بعنوان اشتراك لكنّي رفضت إذ أنّي «أدافع عن الحق».. لقد كانت علاقاتنا مع العائلات المالكة متوتّرةعلما أنّي لم ألاق أيّا منهم سواء بصفة رسمية أو غير رسمية كما لم أهاتف أيا منهم لأنّي كنت أرفض التعامل مع عائلات السرقة والنهب.. وأتذكر كيف كان أغلب الوزراء يتجنّبون «أخبار الجمهورية»، فقد دأبوا على عدم دعوة أي صحفي منها خوفا من أن تعاقبهم العائلات المالكة.. لقد كانوا يتجاهلوننا حتى لو تعلّق الأمر بإحداث خط جوي او بحري جديد بينما تتمّ دعوة كل وسائل الإعلام الأخرى أو المرضيّ عنها..
وفضلا عن ذلك فنحن لم نتمتّع بأيّ اشتراك من الشركات الوطنية خوفا من بطش العائلات المالكة (وإلى يومنا هذا يتواصل الاقصاء الذي انطلق في عهد الترويكا)..
في الختام أقول لبلحسن الطرابلسي ولكل العائلات «المالكة» لا تتصوّروا انّ الشعب التونسي سينسى بسهولة ظلمكم وسرقاتكم، كما لن ينسى الطرابلسية الجدد الذين وظّفوا الثورة لمصالحهم ولنهب البلاد.
وأنا طبعا لم أذكر كلّ سرقاتكم فذلك يحتاج الى كتب بمئات الصفحات!